فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثاني
باب صلاة العيدين
330\149 قال شيخنا -حفظه الله آمين-
وأتبعها لصلاة الجمعة؛ لأن الجمعة عيد الأسبوع.
فائـدة:
ذكر ابن رجب اسم> أن بعد كل ركن من أركان الإسلام عيد، فبعد الصلوات تأتي الجمعة، وكذلك الصيام عيده بعده مباشرة، وكذلك الحج عيد الأضحى، أما الزكاة فليس لها وقت محدد؛ فلذلك لم يجعل بعدها عيد.
وأما الشهادتان فينطق بهما المسلم في كل وقت معتقدا ذلك، فلم يكن لهما عيد لعدم وقتهما.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
وقيل: سنة. وقيل: فرض عين.
الذين قالوا: إنها سنة. قالوا: لم يفرض على المسلم إلا خمس صلوات. واستدلوا بالأحاديث في هذا الباب ومنها: خمس صلوات ... وكذلك حديث الأعرابي في حديث طلحة اسم> وفيه: رسم> هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع متن_ح> رسم> والقول بالسُّنِّيَّة هو قول أكثر العلماء، ولو تركها أهل البلد لم يأثموا.
وممن قال بهذا الشافعي اسم> ومن قالوا: إنها فرض كفاية استدلوا بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعل الصحابة -رضي الله عنهم- فلم يتركوها.
قال شيخنا: والقول بفرض الكفاية قول فيه توسط، فإذا قام بها بعضهم سقط عن الآخرين.
وأما القول: إنهما فرض عين، فرجَّحه شيخ الإسلام، وهو قول الحنفية، ورواية في مذهب أحمد اسم> قال: لم يكن أحد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخلف عنهما، بل في البخاري اسم> رسم> أنه أمر بإخراج العواتق وذوات الخدور والحُيَّض، ويعتزلن -أي الحيض- المصلى متن_ح> رسم> .
والذين قالوا: إن صلاة العيدين فرض كفاية. تأولوا هذا الحديث: رسم> أمر أن تخرج... رسم> قالوا: إن الأمر للندب.
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
وأجاز بعضهم أن تكون في مساجد البلد إذا كان هناك مشقة، واستدل أهل هذا القول بفعل علي اسم> -رضي الله عنه- لما خلَّف مَن يصلي بهم العيد في مسجد الكوفة اسم> وصلى هو في الصحراء؛ وذلك مراعاة للشيخ الكبير وصاحب العذر.
فائـدة:
إذا وافق العيد يوم الجمعة رأس> فإن كان منزله قريبا فتلزمه الجمعة، أما إذا كان منزله بعيدا فتسقط عنه الجمعة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخَّص لهم لمشقة رجوعهم وقال: رسم> إنا مُجَمِّعُون رسم> فصلى بمن كان قريبا، ورخَّص للآخرين أن يصلوها ظهرا.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
وقد قيل: إن الحكمة أنه فعل ذلك لتشهد له البقاع، قال -تعالى- رسم> يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا قرآن> رسم> وقال آخرون: لتكثير مواضع العبادات. وقال آخرون: ليغيظ المنافقين والحاسدين. ومنهم من قال: لأجل التعلم والتعليم، فإذا ذهب مع طريق، تعلم منه أهل ذلك الطريق. ومنهم من قال: ليعم المساكين الذي يمر بهم.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
قالوا: لأن الحكمة التي في العيدين مترتبة في الجمعة.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
ولها خصائص: منها أن فيها التكبيرات الزوائد، وكذلك الجهر فيها كصلاة الجمعة.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
وهذه هي التكبيرات الزوائد ومناسبتها امتثالا للأمر: رسم> وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ قرآن> رسم> هذا في عيد رمضان، أما في عيد الحج: رسم> لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا قرآن> رسم> رسم> كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ قرآن> رسم> .
337\151 (يرفع يديه مع كل تكبيرة).
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
إلى حذو المنكبين، ومحل الرفع مع التلفظ.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
وفي هذا بيان أن التكبير ليس متواليا، بل يقول بينهما ذكرا ... وأشكل ما يقول المصلي بعد التكبير، فاستنبط ابن مسعود اسم> هذا الذكر: حمد الله والثناء عليه، والصلاة على محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- وهذه الصيغة استحسنها العلماء؛ لأنها جامعة بين التكبير والحمد.
وقال -حفظه الله تعالى آمين- ويزيد بعضهم: وتعالى الله جبارا قديرا. وإذا لم يستطيع أن يأتي بهذا الذكر، فليختصر، كأن يقول: الله أكبر والحمد لله، وسبحان الله، وصلى الله على محمد اسم> وآله وسلم.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
ومن الحكمة في الجهر بالقراءة في الليل؛ لأن القلب واللسان حاضران، بخلاف النهار، لكن في صلاة الجمعة والكسوف والعيد خلاف ذلك، قيل: الحكمة في ذلك إسماع الخلق لذكر الله وكلامه، وتعليمهم لفظه ومعناه.
فائـدة:
إذا نسي التكبيرات الزوائد فلا يسجد للسهو.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
ويختار شيخ الإسلام وتلميذه - ابن القيم اسم> - أن يفتح بالحمد؛ لأن ذلك فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته.
مسـألة:
أدلة تقديم الصلاة على الخطبة مشهورة، وعلى ذلك استمر العمل إلى أن كان في إمارة مروان اسم> على المدينة اسم> فقدم الخطبة على الصلاة، وتعذر بأن الناس ينصرفون بعد الصلاة، لكن قيل: إن سبب انصرافهم لأن الخطب في ذلك الوقت كانت تشتمل على التعريض بآل البيت، لكن عاد الناس بعد ذلك إلى السنة، وهي تقديم الصلاة على الخطبة.
فائـدة:
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
عندما سألته عن فعل مؤذني الحرم من التكبير يوم العيد ... أن ذلك بدعة، وذلك أن المشروعَ التكبيرُ الفردي بخلاف الجماعي، وقد أبطل في عهد الشيخ ابن حميد اسم> ثم عاد بعده.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
عم أبيه عبد الله بن مسعود اسم> رضي الله عنه.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
نقل عن بعض العلماء: أنه لا يكبر حتى يرى بهيمة الأنعام، وكأنه جمد على ظاهر الآية: رسم> لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ قرآن> رسم> .
والصواب خلافه؛ لفعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
مسـألة:
لماذا خصت هذه الأيام المعلومة -أيام التشريق- بمزيد من الذكر؟
الجواب: أن هذه الأيام أيام التشريق أيام شريفة، ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رسم> ما من أيام العمل الصالح أفضل فيهن ... متن_ح> رسم> الحديث.
فائـدة:
يوم الحج الأكبر: قيل: يوم عرفة. وقيل: يوم النحر. وقيل: جميع أيام الحج.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
والنساء يكبرن، لكن لا يرفعن أصواتهن إلا بقدر أن تسمع من بجانبها.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
الذي يظهر أنه يعم الجميع، والذي يختص بالرجال هو رفع الصوت.
فائـدة:
قال شيخنا -حفظه الله آمين-
التكبير الجماعي بدعة، فالمطلوب أن كل فرد يكبر وحده دون أن يتلقن من غيره.